رسالة هامة لأولياء أمور طلبتنا ولجميع الآباء والأمهات

أولياء الأمور الأعزاء،،،

اسعد الله نهاركم بكل خير،،،
رسالتنا لكم هذه المرة من نوع آخر، جاءت نتيجة ظروف غير عادية جعلتنا واياكم نقف وقفة امام أنفسنا وأمام أطفالنا وننظر في عيونهم، لنرى في نظراتهم البريئة الخوف والقلق والتوتر والعديد من التساؤلات التي نقف أمامها حائرين، حيث أننا لا نملك الإجابة على أغلبها، وإن اجتهدنا أحيانا في الإجابة قد لا يكون اجتهادنا في مكانه الصحيح ،،،

ما العمل اذن ؟
هل نترك فلذات أكبادنا يعيشون هذه الظروف الصعبة، التي فرضت عليهم البقاء في المنازل عُنوة دون السماح لهم بالخروج او التنزه وزيارة الاصدقاء والأقارب ولا حتى الذهاب إلى مدارسهم وغيرها من الأمور التي يرغبون بالقيام بها، ويكون همنا الوحيد هو التفكير بحل الواحبات، حفظ الدروس، عمل جدول لكسب الوقت، ضياع العام الدراسي، متابعة ما يجري من أحداث وانتظار تقرير وزارة الصحة لنعرف عدد المصابين بهذا المرض ومن توفاهم الله، وغيرها من الأمور التي تشغل تفكيرنا دون أن نعلم بأننا نغفل عن موضوع في غاية الأهمية وهو الصحة النفسية لأطفالنا في ظل هذه الظروف الصعبة.

لا تقلقوا بشأن تأخرهم في المدرسة، الجميع يعيش نفس الظروف، عندما نعود إلى المدرسة سنقوم بتصحيح المسار ونلتقي بهم أينما كانوا ونعوضهم قدر الإمكان عما فاتهم.

التحدي الآن هو أن نبحث عن طريقة تمكننا من تحويل هذه الأيام واللحظات في حياة أطفالنا إلى ذكريات جميلة يحملونها معهم وتلازمهم إلى أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه الذكريات قصص جميلة يسردونها لأبنائهم أو حتى لأحفادهم.

لنفكر معا
كيف السبيل إلى ذلك؟
لنحاول أن نخصص وقت لهم، نغلق فيه التلفاز ونضع الهواتف جانبا ونجلس معهم، نستمع لهم ونبدأ بمنحهم لحظات تجلب السعادة إلى قلوبهم الصغيرة التي لا تعرف إلا الحب، ولنجعلها لحظات متنوعة مثل : اللعب، الرسم، الأشغال اليدوية، قراءة قصة يحبونها، اشراكهم في اعداد طعام يرغبون به.
المهم هو أن نخلق جوا بعيدا عن التوتر والقلق وأن لا نجعلهم يشعرون أو يلاحظون القلق الذي نشعر به حتى لا تنتقل الطاقة السلبية لهم وتؤثر عليهم، وأن لا نضغط عليهم لإتمام الواجبات المدرسية بشكل يجعلهم يكرهون الدراسة.

الآباء والأمهات الأعزاء
انشغالنا الدائم في العمل وتوفير مستلزمات الحياة سلب منا الكثير من وقت هو حق لأبنائنا، وها نحن الآن معهم، ولفترة لا نعرف كم ستطول، صحيح أن الظرف مختلف ولكننا قادرون على منحهم لحظات وأيام لا تنسى، ولننظر للجانب الإيجابي، وهو أن لدينا الوقت الكافي للقيام بذلك.
لنتفق معا على أن نترك في ذاكرتهم شيئا جميلا، وأن نتذكر أنهم أجبروا على عطلة طويلة تخلو من كل وسائل الترفيه، ليجدو انفسهم في البيت وأمام طرق جديدة في التعلم واجواء مليئة بالمشاحنات والتوتر وأخبار صادمة، واصوات صافرات إنذار بعدم الخروح ، لم نعهدها نحن أو نسمع عنها إلا في الحروب، فكيف هم.

حماكم الله واياهم من كل مكروه.