كيف أعلم ابني مهارات التفكير الابداعي؟

إنّ الاهتمام بالطّفل منذ نعومة أظفاره، و الحرص على تنميّة مهارات التفكير لديه أمر هام جداً؛ حيث يؤكدّ معظم الباحثين في مجال الإبداع إمكانية تنميّة مهارات التفكير والإبداع عن طريق التدريب، والممارسة، والاستكشاف، واللعب والتفاعل مع البيئة المحيطة، وهكذا، وتشير الدراسات إلى أنّ الإبداع يتحسن ويتطور بالتدريب والممارسة وكلّما أتيحت فرص للتفكير، والتفاعل مع البيئة.

والإبداع هو القدرة على الإتيان بأفكار جديدة واستخدام الخيال، ويدخل في ذلك اقتراح حلول متعددة لمشكلة واحدة، أو تقديم حلول وأفكار واستخدامات للأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة أو غير معتادة، والإبداع ليس له مجال واحد، بل يشمل جميع مجالات الحياة، فالمبدع ليس فقط الناجح في المدرسة أو المخترع، وإنما يتعدى ذلك إلى كل مجالات الحياة الإنسانية والعلمية و الحياتية.

فيمكن أن يكون الطّفل مبدعاً في التعبير عن ذاته وإدارة علاقاته الاجتماعية، أو في الرسم وتأليف القصص أو اللعب بطريقة ما وهكذا...، فالطّفل الذي يختبر العالم من خلال الإصغاء ربما يستمتع بالإصغاء الموسيقي ويبتكر أصواتاً موسيقية خاصة به، أو يستمتع بالإصغاء للقصص وإعادته تأليفها بإضافة أحداث من خياله، وبعض الأطفال يستمتع أكثر باستخدام الرسم والتلوين والتشكيل من المعجون والصلصال، كما أن كثيراً من الأطفال تظهر إبداعيتهم بأداء حركي مميز ومختلف عن الآخرين.

مقترحات تسهم في لتنميّة الإبداع عند الأطفال:

  1.  السماح للطفل اللعب بأدوات المطبخ (المنزل بشكل عام) غير القابلة للكسر أو غير الخطرة، من خلال تصنيفها وابتكار أشكال أثناء اللعب بها، وتأليف مقطوعات موسيقية بالطرق عليها.
  2.  أخذ الطّفل إلى حدائق، أو أماكن طبيعية، أو جبال، أو غابات، أو بحر..... وإتاحة مجال له للتعامل الحسي واللعب بالمثيرات التي فيها بكل حرية وبدون قيود وممنوعات إلا ما يلزم للمحافظة على سلامته وأمنه.
  3.  توفير ألعاب التركيب، و المكعبات، و( الليغو) وما يسدّ مكانها من البيئة المحيطة مثل: ملاقط الغسيل الملونة وغيرها.
  4.  ممارسة الألعاب المختلفة مثل: - لعبة( حزّر فزّر): وهي لعبة لتنمية الذاكرة، كماتساعد على ربط الأشياء بصفاتها، وهي لا تحتاج أيّ مواد، ويمكن أن نمارسها في المنزل، أو الحديقة، أو المدرسة، أو أي مكان آخر.

حيث يقوم الأبّ أو الأمّ بذكر صفات لشيء موجود ويفضل أن نبدأ بالأشياء التي يستخدمها الطّفل ومألوفة له، أو أشياء قد سبق له التعامل معها، ونبدأ بأشياء سهلة حتى نعطي الطّفل ثقة، وبعد أن يكتشف الطّفل الشيء المقصود، نطلب منه أن يمارس هو اللعبة معنا بالطريقة نفسها.

  •  هيا نلعب بملاقط الغسيل:
لوحظ من خلال التجربة أن الأطفال يستطيعون استخدام ملاقط الغسيل بفاعلية... يبنون من خلالها أشكالاً متعددة ... طائرة، سمكة، بيتاً، مركبة فضائية، كما أنهم يمارسون من خلالها مهارة التصنيف......
  • هيا نعيش في الغابة أو حديقة الحيوانات:
حيث نقوم مع الأطفال بتقليد مشية وصوت حيوانات معينة مثلا (أسد، قط، سلحفاة..) سنشعر بمدى المتعة التي يشعرون بها إذا شاركناهم اللعب، كما أنهم سيحاولون تذكر حيوانات وطيور يعرفونها، مستحضرين أصواتها، وطريقة حياتها.

5.  سرد القصص المصورة التي تنمي الخيال، وتقدم للطفل بطريقة مشوقة، وقد نطلب من الطّفل أن يسرد لنا القصّة من خلال الصور... أو أن يتوقع الأحداث، أو يتنبأ بالنهاية... ويمكن أن نشير خلال القصّة الأسباب والنتائج وربط كل حدث في القصّة بالأسباب.