ابني والمدرسة في الأسبوع الأول

كيف أجعل ابني يحب المدرسة؟

تعتبرمرحلة البدء في الذهاب إلى المدرسة من أصعب المراحل التي يمرّ بها الطّفل؛ لأنّه تعوّد على وجوده في بيته الذي يشعره دائماً بالأمان.... والذي يلبّي كلّ طلباته ورغباته بجانب والدته وكلّ منْ يرغب، وعندما يبتعد عن هذه البيئة إلى مدرسته التي يسودها نظام معين عليه أن يلتزم به، وعدد من الأطفال يشاركونه في جميع الألعاب، يشعر الطّفل أنّه لا يرغب البقاء في ذلك المكان، ويبدأ بالتعبيرعن ذلك بالصّراخ والبكاء وعدم التقبّل، ومن هنا يأتي السؤال

كيف أجعل ابني يحبّ المدرسة ويرغب بها؟

علينا أن ندرك أنّها مشكلة تحتاج طبيعية ومتوقعة وتحتاج إلى حلّ بأسلوب هادئ، يهدّئ من روع هذا الطّفل الصّغير من عالم المدرسة الذي هو عالم مجهول بالنّسبة له،

فبالتّواصل المستمرّ والتّشجيع المتواصل من جهة الأهل ومن جهة المدرسة، تبدأ الأمور بتحسنٍ كبير، ويزول شعور الخوف والقلق الذي يسيطر على هذا الطّفل مع مرور الوقت.

كما تستطيع المعلّمة دعم الطّفل بالابتسامة له، وإعطائه بعض المسؤوليات البسيطة، حتّى يتسنّى له إنجازها ويحصل على التّعزيز الإيجابيّ أمام جميع الطّلاب، والهدايا الرمزية الخفيفة.

أيضاً يعتبر تواصل المعلّمة مع الأهل ومدحها الطالب أمام أهله، من الأمور المهمّة والدّاعمة للموقف التّعليميّ، وذلك لأنّها تشعره أنّه مرغوباً ومحبوباً.... وذكيّاً.. أي تعوّض له شعور الخوف من هذا الوسط الاجتماعي.

لا ننسى مسؤولية الأهل في المساهمة والرغبة في معالجة الموضوع وعدم إهماله، ويتمثّل ذلك في عدم اعتمادهم الصراخ أو تهديد الطفل بحرمانه من شيء مرغوب لأنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة، بل عليهم بسماعه ومناقشته ودعمه والتوضيح له أهميّة هذه المدرسة.

وعرض عمله على الآخرين من الأهل والأقارب والأصدقاء حتّى يمدحونه ويشعرونه أنه قيّم ويقوم بعمل عظيم....

هذا سيدفعه خطوات إلى الأمام وسيخلق في داخله شعوراً بأنّه راغبٌ في التّعلم وإنجاز المزيد حتى يفتخر أمام أهله ويشعر بالرّضا الذّاتي حيال ذلك، هذا على العكس عندما يستخدم الأهل أسلوب التهديد أو العنف، فتكون النتيجة سلبية، وستحتاج إلى وقت مضاعف حتى نعالج هذه المشكلة.

هذه المرحلة من المراحل الغاية في الأهمية في حياة كلّ طفل، فمن هنا نستطيع خلق حب الطّفل للمدرسة ،وتصعب المشكلة كلّما كبر هذا الشّعور مع الطّفل وكبر عمره، ولهذا علينا ألّا نتهاون أبداً في علاج هذه المشاكل البسيطة بالشّكل المطلوب، حتى يتسنّى لنا خلق جيل مثقف يدرك أهميّة التعليم والتعلّم، ويبني مجتمعاً أفضل...